رعى الوزير بطرس حرب توقيع تاتش لعقود تنفيذ شبكة الجيل الرابع 4.5G
رعى وزير الاتصالات بطرس حرب حفل التوقيع الرسمي لشركة الاتصالات "تاتش"، لعقود تنفيذ شبكة الجيل الرابع 4.5G Advanced في كل لبنان، بالشراكة مع "نوكيا" و"هواوي"، في فندق "فينيسيا" في بيروت، شارك فيه السفير الصيني في لبنان جيانغ جيانغ وعدد من المتخصصين في قطاع الاتصالات المتنقلة الى جانب حشد من اهل الإعلام والصحافة.
استهل حرب كلمته بالحديث عن "أهمية وحجم الورشة التي يتم إطلاقها اليوم والاتفاقية التي يتم توقيعها اليوم بين نوكيا وهواوي وتاتش، بعد أن تم التوقيع قبل أيام على إتفاقية مع نوكيا وإريكسون"، معربا عن سعادته "بالجو السائد وهو جو التعاون والتحدي، ونحن متجهون بلبنان الى حيث يجب أن يكون ليصير في مقدمة الدول التي تقدم خدمات اتصالات وتكنولوجيا حديثة، فلبنان الذي كان السباق في البلاد العربية في مجال الإتصالات سواء على صعيد الخلوي أو الإنترنت، للأسف تخلف عن الركب وصار في آخر مقصورات القطار، ونحن اليوم نبذل قصارى الجهد لكي يعود لبنان الى أول مقصورات القطار، إنطلاقا من إيماننا بأن لبنان واللبنانيين يستحقون أكثر بكثير".
وقال: "يعز علي أنني عندما تسلمت وزارة الإتصالات كان تصنيف لبنان بين الدول العربية في أسفل اللائحة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وفي المراتب الأخيرة عالميا، في حين أن لبنان كان من أوائل الدول التي بدأت باستعمال الهاتف الخلوي في الشرق الأوسط واستعمال الانترنت. إنطلاقا من هنا قبلت التحدي، وكتب لنا في ظل الوضع في لبنان والفراغ الرئاسي أن تستمر الحكومة فترة طويلة. عندما دخلت الى الوزارة واجتمعت بفريقي والمدراء طلبت منهم تجهيز خطة لمئة يوم، وعند انتهاء المئة يوم جمعتهم مرة ثانية وطلبت منهم خطة لسنتين. وأتأسف أن أقول أنني كنت على حق ولا زلت لا أرى أي إنفراجات سياسية لنعيد بناء الدولة والعمل على المدى الطويل. وهذا الأمر يجبر لبنان على المراوحة مكانه.أما في عالم الاتصالات فالمراوحة غير مقبولة، وإنطلاقا من هذه الحقيقة وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة قبلت التحدي والقيام بعمل إستراتيجي فكانت خطة 2020".
وأعرب حرب عن "فخره أنه بفضل الفريق الذي يعمل معه استطاع أن يضع هذه الخطة، وأن لبنان رغم صورته التي تشوهت على الصعيدين الديموقراطي والحضاري وتحول إلى ميدان لتجاذب المصالح الدولية والاقليمية والمحلية والفردية والشخصية والعائلية والطائفية والمذهبية، لبنان يستحق غير ذلك وسنعمل على تغيير ذلك".
اضاف: "وأول خطوة عملية اليوم، هي إنه بحلول نهاية أيلول يصبح لدينا 4.5G Advanced في كل لبنان، وهذا المشروع يضع لبنان في الطليعة، وكما قال الرئيس التنفيذي لتاتش، هذا المشروع سيطال فوق 99،8% من الشعب اللبناني، وهذا شيء عظيم. وأعيد التأكيد والتشديد أمام شركتي "نوكيا وهواوي" أنه يجب أن ينجز العمل في أيلول، وأدعو تاتش الى الإسراع لأن هناك الكثير من المناقصات التي يجب أن تنجز بموازاة هذا العمل، وأن يستمر العمل بالطريقة والشفافية المعتمدة ذاتها واحترام النوعية والجودة المطلوبتين".
وأشار الى "أننا بالتأكيد سنسمع انتقادات، ومهما فعلنا ستبقى هناك انتقادات، لكن هذا الأمر لن يوقفنا وسنستمر في عملنا لأن ضميرنا مرتاح". وقال: "فالمؤسف، انه أنه لم تعد المصلحة العامة هي الغالب، بل الغالب هي الحساسيات والانتقادات. بالأمس إكتشفنا شبكة غير شرعية للانترنت والمعلومات، واكتشفنا أن هذه الشبكة ممكن، بل من المرجح أنها تسرب معلومات وداتا أهم المؤسسات الأمنية والدستورية الى العدو الإسرائيلي. وكنت أتوقع بعد اكتشاف هذه الشبكة أن يقول كل الناس: الحمد لله أننا تخلصنا من مصيبة ولم نعد معرضين لخطر العدو، ولكنني سمعت من البعض تبريرا للجناة والمتهمين، وانتقادا لوزارة الاتصالات باعتبار هؤلاء أنها قصرت في إيصال الانترنت لكل الناس وكان باهظا. فيما ذهب آخرون بتحميلنا المسؤولية أنه كان من واجبنا اكتشافها مسبقا. والسؤال: هل يجب أن ندافع عن الذي كان يتعامل مع إسرائيل لتسجيل أهداف سياسية على منافس سياسي؟ عيب. هناك شيء غلط، ويظهر أن عندنا مشكلة أخلاق في لبنان. من هنا يجب تطوير قطاع الاتصالات ليواكب الناس التطور في العالم ويتمكنوا من التواصل وتحقيق النجاحات وتبادل الثقافات. فنحن لا يمكن أن نبني بلدنا "ونحنا عم نقوص على بعضنا".
واكد انه "على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، يحقق قطاع الاتصالات إنجازات متميزة ستقود لبنان إلى مقدمة الدول المتطورة في مجال التكنولوجيا والاتصالات المتنقلة".
ورأى حرب أن "إنطلاق العمل لنشر تقنية 4.5G Advanced خطوة هامة نحو تحقيق رؤية 2020"، مشددا على "ضرورة أن تنجز الأعمال بحلول نهاية أيلول المقبل، لكي يتمتع كل اللبنانيين نهاية هذا العام بخدمات 4.5G Advanced"، موضحا أن "العمل جار أيضا ليكون لدينا في لبنان شبكة الألياف الضوئية وأنه سيتم الإعلان قريبا عن الإنجازات المحققة في هذا المجال". وختم: "عند تحقيق ذلك سيكون ضميري مرتاحا وسيبقى مرتاحا، حتى أننا في الأيام الصعبة والمظلمة إستطعنا العمل والإستمرار لتحقيق ما يستحقه بلدنا".